Back to Top

لا أمن ولا سلام لاسرائيل بدون دولة فلسطينية

 

في اعمال المنتدى الاقليمي الثامن لوزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي من اجل المتوسط والمنعقد في برشلونة الاسبانية قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيف بوريل انه لن يكون هناك سلام او امن لاسرائيل بدون قيام دولة فلسطينية ، واضاف ان من الواجب تمديد هذه الهدنة وتحويلها الى هدنة دائمة من اجل السماح بالعمل لتحقيق الحل السياسي المطلوب.


هذا المنطق الايجابي، في جلسة لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي يشكل نقطة مفصلية هامة للغاية ، لأنه في الواقع يعبر الى حد كبير عن موقف الاتحاد الاوروبي عموما، وللحقيقة والانسانية فإن هذا الموقف يجب ان يتبناه الاتحاد الاوروبي رسميا ويسعى الى تحقيقه بالضغط المباشر القوي على دولة الاحتلال التي تحول دون اقامة دولة فلسطينية وهي تصادر الارض وتملؤها بالمستوطنات وتوسعتها بحيث يصبح اقتراح اقامة دولة فلسطينية امرا اقرب الى المستحيل.


وهذا الرأي الذي عبر عنه بوريل، يجب الا يكون مجرد تصريح كغيره من آلاف التصريحات، ولكن لا بد ان يتبناه الاتحاد الاوروبي ويعمل بكل الوسائل والضغوط من اجل تحقيقه.


والهدنة التي عقدتها اسرائيل مع حماس بوساطة عربية ودولية واضحة، لا بد من تمديدها وتحويلها الى شكل دائم لان استمرار القتال لا يعني فقط قتل الناس وهدم المنازل والعمارات ، وانما بالدرجة الاولى قتل كل احتمالات السلام ، مما يعني ان اسالة الدماء والخراب والمعاناة ستظل تتوسع ولن تجد من يوقفها او يضع لها حدا.


والمطلوب ليس مجرد هدنة طويلة الاجل، وانما لكي تكون هذه الهدنة مقدمة لتحقيق السلام بالتفاهم والاعتراف بالحقوق وفي مقدمتها حق شعبنا الفلسطيني الذي يعاني منذ عشرات السنين ويدفع الثمن غاليا من ابنائه وحياته.


ومع تحقيق الهدنة طويلة الامد هذه يجب ان تجري محادثات سلام جادة وحقيقية تعطي لشعبنا الفلسطيني حقه في اقامة دولته وبذلك تستطيع اسرائيل ايضا ان تنعم بالهدوء والاستقرار ويسود التعايش المشترك والعمل الموحد من اجل التقدم والتطور بعيدا عن المعاناة واسالة الدماء والتدمير.


نعود هنا للتأكيد على اهمية كلمة بوريل من ان اي سلام او امن لاسرائيل لن يتحقق بدون دولة فلسطينية ، ولعل هذا القول الواضح الصريح ، يصل الى آذان غلاة المتطرفين والمتغطرسين في اسرائيل والذين يسيطرون على الحكم كليا تقريبا، لعلهم يدركون ان ما يقومون به باطل ومدمر ، وان السلام الحقيقي واقامة الدولة الفلسطينية هو السبيل الوحيد لايجاد نوع من الاستقرار والتعايش في المنطقة، فهل يستيقظون ام ان القوة العمياء لا تدعهم يدركون الحقيقة ولا يرون الواقع .


 وفي كل الاحوال فإن المستقبل لنا مهما طال الزمان وتغطرس الاقوياء..!!

0#type=(blogger)

إرسال تعليق